من الجمال و الإبداع أن نحول الأشياء التى ليس لها قيمة فى حياتنا إلى أشياء مُبهرة وذات قيمة كبيرة، فالابداع يأتى من رحم الموهبة.
كتبت – ندي سعيد
قطع الخردة القديمة نجدها حولنا بكثرة و لا نعيرها أى إهتمام برغم أنها يمكن أن تكون كنزاً عظيماً، وهذا الذى إستطاع أن يقوم به مصطفى أمين الشاب الثلاثينى و الذى لُقِبَ بـ ” ساحر الخردة ” حيث إستطاع أن يحول الخردة إلى قطع فنية تنبض بالحياة و يمكن إستخدامها كتحفة فنية.
حيث إستطاع أن يرى الجمال فى قطع الخردة المتناثرة حوله ليحولها إلى قطع فنية ترغب فى إقتنائها و النظر إلى جمالها.
« مصطفى أمين » شاب يبلغ من العمر حوالى 35 عاماً من محافظة الإسكندرية حاصل على دبلوم صنايع قسم سيارات و صاحب أحد المحلات للصيانة الكهربائية و كان ينظر إلى الخردة على أنها كنز لا يفنى، فقام بتحويلها إلى تحف فنية رائعة و مجسمات صغيرة و بدأ فى ذلك منذ شهر أكتوبر من العام الماضى و بإمكانيات ضعيفة جدا حيث بدأ ببعض المسامير ثم التروس و جمع ماكينة لحام من الخردة التى يمتلكها حتى تمكن من شراء واحدة جديدة و بدأ رويداً رويداً و أدخل مواد أخرى مثل الخشب و القماش و بدأ بصناعة أشكال مختلفة و كبيرة الحجم من الحديد.
ولكن لم يكن هذا سهلاً فبسبب حبه لهذه الموهبة كان يتحمل مشقاتها و آلامها فكانت تؤثر على عينيه و تؤلم رأسه و يديه بسبب التركيز الشديد و أحياناً تُحرق يدية من اللحام أو يدُق عليها مما يؤدى إلى إصابتها ببعض الجروح و الكدمات و أشار إلى أن المجهود الذهنى فى تلك الهواية أكبر بكثير من المجهود البدنى لأن التفكير فى صنع تحفة فنية مختلفة يتطلب منة التفكير فى كيفية تفادى الأخطاء و إصلاحها و كذلك فى إختيار الشكل النهائى و اللون و الحجم، فالإبداع ينم عن أصالة تنم عن عبقرية تكشف عن عظمته و قدراته.
و عند الحديث عن الوقت الذى يستغرقه فى صنع أى تحفة فنية فإنه يتوقف على حسب الحجم و الشكل فبعضها يمكن أن يأخذ 3 أيام مثل تصميم أبو الهول و الأهرامات و بعضها يأخذ 40 يوماً مثل تصميم تمثال إلة الموت.
و يتردد مصطفى كل يوم على بائع الخردة لشراء القطع التى تساعده على إنجاز تلك المجسمات و فى كل مرة يذهب فيها عند بائع الخردة كان ينفق من 300 إلى 100 جنية لشراء القطع اللازمة.
و طموحات مصطفى لا حدود لها و يتمنى أن تتوفر له الإمكانيات المادية لتنفيذ الأفكار فهو يطمح لصناعة روبوتات تساعدنا فى حياتنا و يسعى لذلك و قريبا سيدشن مبادرة لإعادة تدوير الخردة و تحويلها إلى مجسمات نستفيد منها.
فـ مصطفى نموذج للإصرار على النجاح،وفى النهاية فإن الإبداع يأتى من النظر إلى المألوف بطريقة غير مألوفة.