تروي البطلة المصرية « هداية ملاك » كواليس حصد ” البرونزية ” بالأولمبياد الأخيرة، وتكشف توقعاتها لفريق التايكوندو المصري
كتبت – روضة عارف
خلال الأيام القليلة الماضية، احتفل المصريون بالميدالية الأولى لأبناء الفراعنة في طوكيو على يد لاعبة التايكوندو “هداية ملاك” لتكون أول مصرية تتمكن من حصد ميداليتين بدورتين على التوالي.
وكانت الأسابيع التي تسبق الأولمبياد بمثابة الدليل الأكبر على ثقة الشعب المصري بإمكانيات صاحبة الـ 28 عامًا، إذ انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بأن تكون هداية ملاك ضمن حاملي العلم المصري في حفل افتتاح أولمبياد طوكيو، وهذا ما حدث بالفعل.
وفي حوارها مع موقع ” EGYPT TRENDS”، تروي البطلة المصرية هداية ملاك كواليس حصد “البرونزية” بالأولمبياد الأخيرة، وتكشف خططها المستقبلية وتوقعاتها لفريق التايكوندو المصري خلال الأعوام المقبلة.
تعود هداية ملاك بالزمن وتحديدًا إلى الشهور الأخيرة التي تسبق أولمبياد طوكيو، قائلة: “تعرضت لأكثر من إصابة خلال استعدادات المشاركة بالدورة الأولمبية الأخيرة، كانت آخرها قبل قرابة شهرين فقط من البطولة، بالإضافة إلى تغيير فئة الوزن التي كنت ألعب ضمن منافساته، حيث انتقلت من وزن 57 إلى 67 كيلو غرام”.
وتضيف ملاك ” كانت الأجواء قاسية بسبب (جائحة كورونا)، كان هناك جزء بداخل كل رياضي يشكك في إقامة أولمبياد طوكيو، في كل صباح كان هناك إمكانية لسماع قرار تأجيل أو إلغاء للدورة الأولمبية، ما قد يبدد كل الجهود المبذولة من أجل المشاركة بهذا الحدث الرياضي العالمي، كما أنني تدربت لفترة طويلة بالمنزل، واعتمدت خلالها على التواصل مع الجهاز الفني عن بعد”.
وتتابع: “كل تلك الظروف، جعلتني لا أتوقع تحقيق ميدالية بطوكيو، وأن إنجازي بـ (أولمبياد 2016) لن يتكرر، لكن كان هناك جزء من عقلي يخبرني أنه ما زال هناك بصيص من الأمل والنور، إذا اتبعته، ربما أعود إلى مصر وحول عنقي ميدالية جديدة”.
قبل ساعات من المباراة الأولى لهداية ملاك بأولمبياد طوكيو، ألقت نظرة على بعض الجمل التي دونتها في مذاكرتها خلال الجلسات الأخيرة التي جمعتها بالمعد النفسي الخاص بها ومن بينهم جملة “أكون أو أكون”، حيث قررت هداية أنها ستؤدي أقصى مجهود ممكن دون النظر إلى النتائج، كان الأمر يتعلق ببذل كل نقطة عرق ممكنة من أجل الحلم.
تشير ملاك إلى أن المواجهة الأولى بالأولمبياد كانت الأصعب في البطولة قائلة: “خصمي كان اللاعبة الفرنسية ماجدة حنين (المصنفة السادسة عالميًا)، ومدربها روسيندو ألونسو كان مدربي خلال أولمبياد ريو دي جانيرو، وكنت بمثابة (كتاب مفتوح) له، ويعرف كل شيء عن طريقة لعبي، لكني كنت أخوض كل مباراة كأنها الأخيرة بالأولمبياد، ونجحت في تحقيق الفوز على ماجدة، وبدأ حلم الميدالية يلوح في الأفق من جديد”.
وتردف هداية: “أعتبر أن الفوز على اللاعبة الفرنسية هو الأهم في البطولة، لأنه تسبب في زيادة ثقتي بنفسي، ورغم الصعوبات التي واجهتني ببقية اللقاءات، كان بداخلي يقين بإمكانية حصد الميدالية”.
وعن ضغط “جمهور التواصل الاجتماعي”، تقول هداية ملاك: “انقطعت متابعتي لمنصات التواصل الاجتماعي قبل قرابة شهر من الأولمبياد، حتى أبتعد عن الضغط الجماهيري، وهذا لا يتعلق بالآراء السلبية فقط، لكن ربما الآراء الإيجابية تسبب في زيادة قلق الرياضي الأولمبي؛ خوفًا من أن يخيب آمال من وثقوا بقدراته على تحقيق الإنجاز”.
وتردف ملاك: “الوصول إلى الأولمبياد يعتبر إنجاز بالفعل، وهناك لاعبين يحتاجون فقط إلى الدعم الجماهيري، من أجل المواصلة، ومن أخفق بطوكيو، يمكنه تحقيق الميدالية في (أولمبياد باريس)، وهذا يحدث كثيرًا في تاريخ هذا الحدث الرياضي، لكن بعد الهزيمة، لا ننتظر السخرية من المشجعين، لكن نأمل فقط في الاستماع إلى كلمات الدعم، لتجديد آمالنا في تحقيق المزيد مستقبلًا”.