يُقال أنه أبغض الحلال فهل هذا صحيح ؟!
شاهد ايضاً:
كتبت : ندى يوسف
كما نعرف أن الطلاق هو إنفصال الزوجين عن بعضهما بشكل قانوني ويتم بإتفاق الطرفين او بإرادة إحداهما وهو موجود في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم ويري بعض علماء الإجتماع أن الطلاق مرض إجتماعي خطر يهدد كيان المجتمع و الأسرة وقد لوحظ أنه كلما أصبح الطلاق ميسوراً كلما زاد إستهتار الناس بالزواج كنظام إجتماعي ومن هنا تم زيادة معدلات الطلاق حول العالم العربي والغربي نتيجة تخفيف القيود الزوجية وتيسير اسباب الطلاق.
ولا شك أن الطلاق عمليه تطورية تبدأ بظهور ثم تستمر إلي ما بعد الطلاق ،ويري بعض الباحثين أن الطلاق يمر بعدة مراحل سيكولوجية قد تبدو منفصلة لكنها مترابطة مع بعضها البعض حيث المرحلة الثانيه تكون نتيجة للمرحلة الأولي وهي علي الترتيب التالي
مرحلة الإنفصال الفكري
إن إستمرار ظهور المشكلات بين الزوجين أمراً كافياً لحدوث إنفصالاً فكرياً بينهما. حيث يفكر كل منهما بطريقة مختلفة عن الآخر حول هذه المشكلات بل قد تكون عكسها مما يزيد من شدة الخلافات بينهما وتمثل هذه الحالة البداية للتفكير في الطلاق ،ويؤدي إستمرارها الي المرحلة الثانية وهي التباعد العاطفي او الوجداني
مرحلة التباعد العاطفي
مع استمرارية الإنفصال الفكري بين الزوجين وإحتفاظ كل منهما برأيه الخاص النقيض لرأي الأخر يبدأ كل منهما بممارسة افعال قد تكون غير مقبولة في نطاق الاسرة وهذا الانفصال الفكري والسلوكي يؤدي إلي إنفصالهما الوجداني وتجمد المشاعر والأحاسيس بينهما
مرحلة التباعد الجسدي
مع استمرارية التباعد العاطفي تبدأ مرحلة جديدة حيث التباعد الحقيقي فيصبح اداء الحقوق والواجبات أمرا روتينيا مما يزيد من كرههما لبعضهما
مرحلة الإنفصال القانوني
عندما تصل الحالة بالزوجين إلي الانفصال الجسدي لا يكون هناك مبرر لوجودهما مع بعضهما في منزل واحد حيث لا تتحقق أقل معاني الحياة الزوجيه، فيشغل الطلاق تفكير احدهما او كليهما، وقد يتحول التفكير إلي قرار فعلي حيث تنتهي الحياة الزوجية بالطلاق
مرحلة الإنفصال المادي
عادة ما يُصاحب حادثة الطلاق إجراءات إقتصادية يحكمها الشرع والقانون، فيبدأ كل من الزوجين بدفع ما عليه من إلتزامات وأخذ ما له منها. وعادة ما تتم التسوية الماديه بينهما باللين والتسامح ، وقد ترتبط بالكثير من المشكلات ولا يكون الهدف منها سوي الكشف عن مشاعر الحقد والكراهية من الطرف الذي يُثير هذه المشكلات،وقد يكون ذلك لعدم رغبته في أداء إلتزاماته ، مما يؤدي إلي الكثير من النزاعات فيواجه كل منهما الاخر بعيوبه ويكشف ما خُفي من سلوكياته في ساحة المحاكم وأمام الأسرة والأصدقاء
مرحلة الإنفصال الإنفعالي
قد يكون الطلاق هو أخر المطاف في نظر الزوجين و تنتهي المشاكل لكنه حتماً سيتسبب في مشكلات أخري تؤثر مباشرة علي أطفالهما إذا كان لديهما أطفال. وقد يتفق الطليقان علي رعاية الأطفال من حيث توفير المكان المناسب الذي يأويهم وعلى مصدر الإنفاق ومقداره اللازم لسد مصروفاتهم ونفقاتهم ،وهكذا طريقه لقائهم بأبويهم وغيرها من الامور مما ينظم علاقه المطلقين ببعضهما وبأطفالهما
مرحلة الإنفصال النفسي
يعتقد بعض المطلقين انا مشكلاتهم قد انتهت بالطلاق او حتى في القدرة على الاتفاق على حل المشكلات المتعلقه بالابناء ولكن تظهر هناك مشكلات من نوع جديد تتعلق بالجانب الشخصي للمطلقين في مرحلة الانفصال النفسي التي يمر بها الشخص بإنعزاله عن الناس و تفضيله الاختلاء بنفسه لمراجعه حساباته و استعاده ذكرياته بحلوها ومرها مع الطرف الاخر ويبدا في مقارنه نفسه بعد الطلاق بحاله اثناء الزواج ورسم الخطط المستقبليه والتعرف على امكانياته وقدراته للبدأ من جديد
كما نعلم أنه لا وجود لنتائج بدون علة(سبب) فما هي أسباب الطلاق؟ هناك العديد من الاسباب والعوامل التي تؤثر بشكل سلبي على العلاقات الزوجيه و قد تكون سبب فى الانفصال ومنها
عدم فهم الزوجين لبعضهما
يعتبره الباحثون السبب الرئيسي حول مشكله الطلاق. والذي يعني عدم القدره على التواصل بينهم بشكل ايجابي او التحدث باسلوب صحيح يساعدهم على فهم بعضهم البعض جيدا مما يوصلهم في نهايه الطريق الى طريق مسدود. كإنعدام الحوار ورغبه احدهما في فرض رأيه على الاخر
تراكم الخلافات
يمكن ان تؤدي تراكم الخلافات تحويلها الى صراع مؤذي يتسبب في حل عقدة الزواج وإنفصال الزوجين
الخيانه
تعتبر العلاقات خارج نطاق الزواج من أهم الاسباب الواضحة والرئيسيه وراء الطلاق حيث عدم الثقه،وتؤدي الى انهيار التواصل بين الزوجين
الاساءة والعنف
يعتبر وجود العنف في الزواج او في الاسره دليل على نهايه
الزواج، وإنهاء الزواج بهذه الحاله هو الحل الامثل.
سوء المعامله بين الزوجين
في بعض الحالات يكون التعامل بين الزوجين غير صحيح و يولد مشاعر سلبيه تظل عالقة لديهم وتساهم في تفكيك العلاقة وقطع التواصل والإنتهاء بطلب أحد الطرفين الطلاق
فرق السن
قد لا يسبب فارق السن في بداية الإرتباط أي مشكلات عند أغلب الازواج لكنه قد يكون أحد الأسباب وراء الطلاق فيما بعد.
الطلاق و الاطفال
الطفل يكون بأمان عندما تكون البيئة التي ينشأ بها صحية وخاليه من النزاعات والخلافات ويهتم بسعادة أطفالهما بحيث يتناوبون رعايتهم وتوعيتهم والعمل يد واحده ولكن عندما يقرر الآباء الطلاق تنقلب حياه الطفل راسا على عقب.
تاثير الطلاق على الاطفال
الاحساس بالخساره ؛ الانفصال عن الوالدين في نظر الطفل لا يعني فقدان منزله فقط بل يعني انه فقد حياته بأكملها.
الشعور بعدم الإنسجام مع عائلة فُرض عليه العيش معها سواء عائله الام كانت أو الاب
ينتابه القلق حول العيش وحيداً بعد غياب أحد الوالدين فقد يفقد الأخر.
إرشادات تعامل الأبوين مع الأطفال في حالة الطلاق
عدم الطلب من الطفل ان ينحاز إلي أحد الوالدين.
عدم إستخدام الطفل كسلاح لتهدد به الطرف الأخر .
لا تنتظر من طفلك أن يحل محل الشريك الأخر أي لا تكلفه بأمور وواجبات
كيف يمكن تفادي المشكلات لتجنب حدوث الطلاق .
محاوله الوصول الى الأسباب وراء المشاكل والخلافات وتدوينها على شكل قائمه ،ثم العمل على حلها وايجاد طرق مختلفه لتجاوزها معا.
التركيز على التغير الايجابي للذات بدلا من الاندفاع والنقد والهجوم
التنازل في بعض المواقف التي لا تسبب الأذي للمرء في سبيل سعادة اسرته، و التمسك بالرأي في بعض المواقف التي تحتاج لذلك الحزم خاصة عندما يكون الشريك مخطأ و لا يمكن الغفران له.
وفي النهاية علي الجميع تفادي المشاكل الزوجية لتجنب الطلاق، وحل المشكلات بشكل لين ومباشر بين الطرفين، حفاظاً على سلامة الأسرة من هذا التفكك وتفاديًا لمشكلات من الممكن أن تودي بالأطفال.