قصة تغلب الفنانة بلقيس فتحي على مرضها النفسي
كتبت/ بسملة فؤاد
بعض الفنانين لا يشاركون أي نوع من الحوارات عن قضاياهم الإجتماعية ويفضلون البقاء في مواضيع الوسط الفني، ولكن الفنانة بلقيس إحدى الفنانين الذي قرروا مشاركة إحدى تجاربهم الإجتماعية وبمنتهى الشجاعة شاركت بلقيس في “TED x”.
قامت “بلقيس” بمحاورة الجمهور في محاضرة تحفيزية جدا ومثيرة في مؤتمر “TED x” العالمي في سلطنة عُمان.
وقالت بلقيس فتحي في كلمتها إنها البعض يعتقد ان الفنانين لا يعانون ويعتقدون ان ابتسامتهم على المسرح ليست وراءها ظلام كبير، وتحدثت عن معاناتها في عمر 13 سنة عند اصابتها بمرض القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، والذي يجعلها متخوفة من الغرباء والتواصل مع الآخرين وتصاب برجفة ورعشة في جسدها عند الاقتراب من الآخرين.
مشكلتها إستمرت معها لفترة الجامعة ولم تكن تدري بها، وفوجئت في فترة الجامعة بمقابلة صديقة لها بعد فترة من الغياب وأصيبت برعشة ولاحظت صديقتها ذلك، وسألتها عن سبب رعشتها، فبحثت عن الأمر واكتشفت انها مصابة بمرض الرهاب الاجتماعي، ولكن والدتها رفضت ان تذهب للطبيب النفسي خوفاً من اعتقاد الناس انها مجنونة.
قامت “بلقيس” خلال المحاضرة بالتحدث عن رحلتها مع العلاج من الرهاب الاجتماعي باللجوء إلى طبيب نفسي أون لاين، ساعدها على التخلص من المشكلة المزمنة التي سيطرت على حياتها منذ سن المراهقة، ولم تفارقها إلا قبل فترة قصيرة عن طريق الأدوية والمهارات التي وجهها بها.
وتوضيحاً الرهاب الإجتماعي هو إضطراب مزمن يتميز بخوف مُفرط وغير مبرر من الإحراج والهوان في المواقف الاجتماعية، مما يؤدي إلى ضيق شديد وعدم القدرة على أداء الوظائف اليومية، ويعد الرهاب الاجتماعي إضطراباً شائعًا، ويبدأ إجمالًا في الطفولة أو سنوات المراهقة، وإن لم يتم علاجه أدى إلى انطوائية ومشكلات نفسية متعددة.
وأعراضة الخوف الشديد من التعامل مع الغرباء أو الحديث معهم، الخوف من أن يلاحظ الآخرون أنك تبدو قلقاً، الخوف من الأعراض الجسدية التي قد تسبب شعورك بالإحراج، مثل إحمرار الوجه أو التعرق أو الرعشة أو إرتجاف الصوت، وتجنّب فعل أشياء للآخرين أو الحديث معهم خوفًا من الإحراج.
وتابعت “بلقيس فتحي” في كلمتها أنها كانت تخجل وتخشى من تبعات الحديث عن المشكلة، لكنها باتت تملك اليوم الشجاعة الكافية لذلك، وتحدثت عنها لأنها من الممكن أن تكون مصدر إلهام لمن يعانون من نفس المرض.
هذا وأوضحت “بلقيس” في المحاضرة إلى المخاطر التي تملأ طريق النجاح المحفوف بالمشاكل والصعاب وكشفت أنها تخلّصت من الرهاب نهائياً عندما وقفت على مسرح الأوبرا أمام “الأمير بن عبدالمحسن” في عام 2011م بحضور جمهور عريض من مختلف الفئات العمرية.
وقامت “بلقيس” لاحقاً عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر” بعمل غردة قائلة: “منذ فترة بسيطة مضت كان اسم (الدكتور النفسي) يوحي بالجنون والعته، وأن الشخص لن يزور الطبيب النفسي إلا إذا كان فاقد الأهلية، ولكن في الحقيقة نتعرض لبعض التوعك النفسي كما الجسدي، ويستلزم الوضع العلاج من أجل الراحة والسعادة، لما كنت أشتكي من العوارض يقولون لي الأهل تبالغين، لكن عندما شرحت للطبيبة وبكيت من شدة الحرج واعتقدت أني مو طبيعية وعدتني أن الوضع سيتحسن إذا تجاوبت معها يومياً (بالتمارين والعقاقير) وتحسنت تماماً، بل أصبحت جريئة جداً ومنفتحة ومنطلقة وتبدل الحال 100% وكأني إنسانة أخرى مو بلقيس المراهقة الإنعزالية المليئة بالغموض”.