محمد صلاح قصة كفاح أشهر لاعب كرة قدم في العالم
كتبت/ بسملة فؤاد
“محمد صلاح” ولد في قرية “نجريج” التابعة لمدينة بسيون محافظة الغربية، في عام 1993م، وكان يعيش وسط أسرة بسيطة، وبسبب الظروف المادية الصعبة التي كان يعيش فيها “صلاح” لم يستطيع الإلتحاق بالجامعة، فإضطر أن يلتحق بالمعهد الاسلكي بعد الإنتهاء من تعليمه الفني الصناعي.
كان “صلاح” لدية رغبة كبيرة في الإنضمام إلى نادي المقاولون العرب، ولذلك ذهب إلى مدينة القاهرة، إنضم محمد صلاح إلى فريق الناشئين عام 2010م، وبعد ذلك موهبته الكبيرة دفعت مدرب فريقة إلى إشراكه في إحدى مباريات الدوري المصري أمام فريق المنصورة، وفي الموسم التالي أصبح “محمد صلاح” لاعباً أساسياً في الفريق.
يتمتع “صلاح” بقدم يُسرى مميزة ، ولكن لاحظ مدربه في فريق الناشئين نادي المقاولون العرب قدراته الهجومية، فنقله من مركزة إلى مركز جناح الأيسر، وتسبب تميزة في فريق الناشئين إلى تصعيدة إلى الشباب، وبعد ذلك إلى الفريق الأول، وبعدها يخوض أول مباراة له مع الفريق الكروي الأول للمقاولون العرب، وذلك في سن الثامنه عشر من عمره في الدوري المصري الممتاز.
وفي موسم 2010/2011، تطور “صلاح” وفرض نفسه على التشكيله الاساسيه في الفريق، وسجل أول أهدافه في ديسمبر عام 2010 أمام الأهلي، وساهمت مهاراته وقدراته العالية في جعله مثير لإهتمام وسائل الإعلام، ورشحه الكثيرون لتواجده مع أندية القمة، وكان على زشك الإنتقال الى نادي الزمالك، وكان ذلك قبل أن ينتقل إلى صفوف نادي بازل السويسري.
عندما خاض مع المُنتخب المصري تحت سن الثالثة والعشرين عاماً مباراة وديّة أمام نادي بازل السويسري؛ شاء القدر أن يسجِّل محمد صلاح هدفين، وأن يقدِّم مُباراةً كبيرةً انتهت بفوز الفريق السويسري بأربعة أهدافٍ مقابل ثلاثة للفريق المصري؛ ممَّا جعله أولوية أولى لنادي بازل، وفعلاً كانت تلك المُباراة بمثابة تذكرة سفرٍ لخوض تجربته الاحترافية خارج الدوري المصري.
في عام 2012 ميلادية، انتقل محمد صلاح إلى نادي بازل السويسري بعقد يمتد لأربع سنوات مُقابل مليوني يورو، واستطاع أن يتأقلم مع الحياة السويسرية رغم صعوبتها، وواصل تميُّزه الكبير، بعد انتقال محمد صلاح إلى فريق بازل، كان من المُقرر أن يُواجه فريق بازل فريق مكابي تل أبيب الصهيوني في الدوري التأهيلي الثالث لدوري أبطال أوروبا، وكانت هناك تقارير تُفيد بأن صلاح وزميلهُ محمد النني قد رفضا الذهاب إلى إسرائيل للعب مُباراة الإياب، قبل أن ينفي الفريق ذلك. وعند انطلاق مباراة الإياب، عمِد صلاح حينها إلى حيلةٍ لكيلا يصافح لاعبي مكابي، حيثُ وجَّه قبضة يده إلى أيدي لاعبي الفريق الخصم؛ وكذلك فعل عند انطلاق مباراة الذهاب في سويسرا، حيث تأخَّر عمداً، وخلع حذاءه حتى يبتعد عن مصافحة لاعبي مكابي تل أبيب.
في الموسم الأول له مع فريق بازل السويسري، نجح مع الفريق في التأهل للنصف النهائي للدوري الأوروبي، ولكنَّهم لم يتمكنوا من التأهل للمباراة النهائية. ولقد سجل “محمد صلاح” خلال الموسم هدفين ثمينين أمام فريقي “تشيلسي” وتوتنهام الإنجليزيين، وتمكن من إحراز لقب الدوري، وحلَّ وصيفاً في مسابقة الكأس بعد خسارته للمُباراة النهائية. وفي الموسم الثاني شارك محمد صلاح مع فريقه بازل السويسري في دوري أبطال أوروبا، وفي المُباراة التي جمعته “بتشيلسي” الإنجليزي كان أداء محمد صلاح رائعاً، وقد حقَّق هدفاً مُتميِّزاً، غير أنَّ فريق بازل السويسري لم يستطع تحقيق أيِّ لقبٍ في هذا الموسم، ممَّا دفع محمد صلاح إلى التفكير بالانسحاب من بازل والانضمام إلى فريق آخر، وخاصةً بعد ما انهالت عليه العروض من الأندية الأخرى، وكان من بين العروض التي قُدِّمت له عرضي ليفربول وتشيلسي الإنجليزيين، وكان قراره الموافقة على الانضمام لفريق تشيلسي واللعب في صفوفه، وذلك اعتباراً من موسم 2013/2014 ميلادية. ولكن اختيار محمد صلاح هذا لم يكن موفقاً؛ لأنه واجه تحدياتٍ لحجز مكانه ضمن تشكيلة الفريق؛ وذلك لأن النادي لديه عدد كبير من اللاعبين المحترفين والمتألقين.
كانت أول مُباراةٍ لعب فيها مع فريقه الجديد ضدَّ نيوكاسل يونايتد، وفي هذا الموسم لم يحقق محمد صلاح سوى هدفين، ولم يشارك إلَّا في 11 مُباراة؛ وفي الموسم الثاني لم يستطع محمد صلاح إحراز أي هدف، ولم يُشارك إلَّا في 8 مباريات فقط، فكان موسماً ضعيفاً جداً بالنسبة إليه، وقرَّر بعدها أن يوافق على صفقة شملت انتقاله على سبيل الإعارة إلى نادي فيورنتينا الإيطالي، مقابل انتقال اللاعب الكولومبي خوان كوردادو إلى تشيلسي؛ وخلال فترة الإعارة استطاع محمد صلاح تحقيق 9 أهداف من خلال مشاركته في 26 مُباراة، واستطاع محمد صلاح في تلك الفترة أن يؤدّي أداء قوياً ويتجاوز جميع الصعوبات، واستطاع أيضاً التكيف مع جميع المُتغيِّرات والظروف، وتميَّز في مبارياتٍ كثيرةٍ، وخاصة في مُباراته التي واجه فيها بطل الدوري “يوفنتوس”، فأصبح محطَّ أنظار الأندية الإيطالية الأخرى، واستطاع نادي روما أن يضمَّه إلى صفوفه في موسم 2015/2016، وكان موسماً مُمتازاً بالنسبة إليه بكافة المقاييس، فقد كان من عناصر التشكيلة الأساسية للفريق الذين لا يمكن الاستغناء عنهم، وعنصراً أساسياً وحاسماً في خط الدفاع.
خلال الفترة التي قضاها مع فريق روما، سجَّل محمد صلاح 33 هدفاً، ولعب 83 مُباراةً في جميع البطولات، وخلال موسم 2016/ 2017 استطاع محمد صلاح أن يحتلَّ لقب أفضل لاعب في الفريق في مسابقة الدوري الإيطالي.
كان عام 2017 ميلادية محطةً تاريخيةً في مسيرة محمد صلاح الرياضية، حيث انضم إلى فريق ليفربول الإنجليزي بعقدٍ قيمته 42 مليون يورو، وكان حليفه النجاح والتميز، حيث شغل الجناح الأيمن في الفريق، والذي قاد صلاح إلى التألق في منافسات الدوري الإنجليزي وأبطال أوروبا، وذلك بإحرازه عدداً كبيراً من الأهداف، واستطاع محمد صلاح وبكل جدارة، أن يتصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي في مرحلة الذهاب، كما استطاع أيضاً أن يُحافظ على منحناه التصاعدي، وأن يحقق إنجازاً تاريخياً بحصوله على لقب الهدَّاف في نهاية الموسم.
ومن أهم مميزات “محمد صلاح” الأعمال الخيرية، وذلك قام بالعديد من الأعمال الخيرية ومنها:
– تبرع لجمعية اللاعبين القدامى، وذلك وفاء لرموز الكرة المصرية.
– تبرع بمبلغ 8 مليون جنيه لبناء المعهد الأزهري، ووحدة حضانات، ووحدة تنفس صناعي في قرية نجريج مسقط رأسه.
– تبرع لإنشاء وحدة للغسيل الكلوي في قريته لعلاج المرضى، وذلك من أجل تسهيل التكاليف عليهم.
– تبرع من أجل تكاليف إنشاء وحدة استقبال لحالات الطوارئ في مستشفى بسيون التابعة لمحافظة الغربية.
– تبرع بمبلغ 3 ملايين دولار من أجل إعادة ترميم المعهد القومي الأورام بمصر، وذلك بعد الأضرار البالغة التي أصابت المعهد، نتيجة الانفجار الذي حدث فيه، والذي أسفر عن موت 17 شخصاً.
– تبرع لإنشاء غرفة عمليات مجهزة على أكمل وجه بأحدث الأجهزة المستوردة في مستشفى بسيون التابعة لمحافظة الغربية.