حكاية وزيرة السعادة نجوى
كتبت/ بسملة فؤاد
“نجوى حبيبة الله” بنت طنطا الجميلة، أحبت الفن والألوان، وأبدعت في نسج الخيال لتصنع الدمى والألعاب، “نجوى” صانعة العرائس ولكن ليست أي عروسة، بل “عرائس الإيموجرامي”.
تعاني “نجوى” من إعاقة الوظيفة الجسدية لطرف واحد أو أكثر أو المهارة الحركية الدقيقة أو المهارة الحركية الكبرى. وتضم الإعاقات الجسدية الأخرى الإعاقات التي تعرقل الجوانب الأخرى من أنشطة الحياة اليومية.
فتاة صاحبة جسم طفل، ولكن عقلها يزن عقل كثير من البشر، خرجت من منزلها لتواجه المجتمع الذى تنمر عليها في وقت من الأوقات لتبهرهم بما قدمت يداها، وعجز عنه الأسوياء، ففي أول أيامها في الشارع واجهت من ابتعدوا عنها خوفاً من حجمها الضئيل بإبتسامة محبة لهم ورضا لله.
صبرت على ما كتب عليها واحتسبت على من تنمروا عليها وجاهدت في طاعة الله عز وجل، واجتهدت في العمل ف نالت جزاء الصبر، فتحولت أصابعها إلى أداة عبقرية لا تقدر بثمن تشكل أجمل العرائس بفن “الإيموجرامى”، فأصدقاءها المقربين لها هم الابرة والخيط وشعار حالها “خيطى وابرتى هما اصحابى في محنتى”، هذا ما حدث فعليا مع نجوى عزام “نوجا” أو مثلما يطلق عليها أهل مدينة طنطا “وزيرة السعادة”.
“الايموجرامي” هو فن يابانى، يجمع ما بين فن الكروشيه التقليدي مع الإضافات التي تواكب التطور والعصر، ويستخدم فيها خيوط الكروشيه وغرزه، وتتشكل لتكون عروسة في النهاية مع إضافة اللمسات الجمالية من الأعواد الخشبية والاسلاك المعدنية أو على حسب ما يرى صانع هذه العرائس .
وقالت “نجوى”: لو وصلتوا لحكمة ربنا في ابتلائكم هتكونوا راضيين على اللى انتوا فيه” وتقول أيضاً: “مش عايزه يومى يخلص الا وانا ناجحة في شيئ، الخيط والابرة لولاهم انا ولا حاجة هما اهم من اصحابى واقرب حد ليا، كل عروسة مبهجة بعملها كنت بمر بأزمة صحية او نفسية اول حاجة بعملها وانا تعبانة هي انى امسك الابرة والخيط واعمل عروسة”.
هكذا وجد في الحياة أو هكذا أصبح، أو هكذا صيره القدر بعد حين مختلفاً عن سواه، إن الطفل المعوق همّ الأسرة ومصابها الذي يكبر مع الزمن، مسموح أن يبقى الطفل المعوّق عالة على أسرته ومجتمعه، أمسموح أن يبقى محجوراً في مؤسسة داخلية أو تحجر طاقاته في كونه معوّقاً ليصبح كتلة من الغوامض، الإعاقة كمشكلة اجتماعية يجب أن تأخذ جمعها الكافي تشخيصاً ومعالجة، ولإبراز أهمية أن يستعيد المعوّق إنسانيته وضرورة توظيف قدراته الكامنة، ومن ثم إبراز أهمية الوقوف إلى جانب المعوق إزالة الأفكار الخاطئة التي تحيط بالإعاقة وأخيراً إبراز أهمية دمج المعوّق في مجتمعه والعمل على أن يكون منتجاً وليس مستهلكاً فقط.