لقد ولّت تلك الأيام التي كان فيها الحصول على وظيفة في شركة مرموقة هو الحلم الأكبر. إذ أنّ جيل اليوم جيلٌ ريادي، والكثير من الطلاب الجامعيين أضحوا مدركين لحقيقة أن شهادتهم الجامعية قد لا تضمن لهم فرصة العمل التي يريدونها. اليوم، يرغب الكثير من الطلاّب في بدء مشاريعهم الخاصّة وريادة الأعمال، غير أن الكثير من الصعوبات تعترضهم لتحقيق ذلك، لعلّ أهمّها: تكاليف الدراسة المرتفعة التي تحول بينهم وبين توفير رأس المال اللازم للبدء. الافتقار إلى المعرفة الريادية الكافية. نسبة المخاطرة الكبيرة.
كيف تصبح رياديا ناجحا خلال فترة الدراسة إذن؟ تعجّ شبكة الإنترنت بالأدلّة التوضيحية حول ريادة الأعمال، والمصادر التعليمية التي تصف كيفية إنشاء مشروع في مجال معيّن خطوة بخطوة. كما يوجد أيضًا العديد من الأفكار الجاهزة التي يمكنك الأخذ بها وتحويلها إلى مشروع خاصّ. ليس هذا وحسب، إذ يمكن لرائد الأعمال المبتدئ أن يعثر في شبكة الإنترنت على العديد من النصائح والخبرات التي تساعده على تجاوز المعيقات التي تواجهه في بداية مشواره الريادي.
جمعنا لكم في مقال اليوم 7 نصائح مهمّة لبدء ريادة الاعمال والتي غالبًا ما يتجاهلها روّاد الأعمال الشباب، والتي قد يكون لها عظيم الأثر في الارتقاء بمشاريعهم وتحقيق النجاح الذي يسعون إليه.
1- تعلّم أن تضبط نفسك على الموجات الصحيحة
يمكن لمشاعرنا ومزاجنا العام أن يؤثر بشكل كبير على أفكارنا وأفعالنا. وقد يكون إنهاء واجب دراسي خلال عطلة نهاية الأسبوع، تحدّيًا كبيرًا لطالب جامعي اعتاد على التأجيل والتسويف. درّب نفسك على التحلّي بالروح الإيجابية سريعًا. لقد اتخذت قرارًا بأن تصبح رياديًا أثناء مرحلة الدراسة الجامعية، لذا لا تتعجّب إن وجدت نفسك مشغولاً في عطل نهاية الأسبوع كما هو الحال في الأيام العادية الأخرى، بل ربما أكثر. عاهد نفسك على الالتزام بتنفيذ المشاريع التي قرّرتها، والتزم بذلك مهما كان شعورك بالتعب والكسل والرغبة في التأجيل.
وازن بين الدراسة والعمل وضع جدولاً مناسبا
يعدّ التوفيق ما بين ريادة الأعمال والدراسة الجامعية تحدّيًا صعبًا للغاية. لن تمتلك الوقت الكافي على الدوام للقيام بالأمرين معًا. لذا قد ينتهي الأمر بإحدى هذين الاحتمالين: ألاّ تتطوّرشركتك مطلقًا لأنك لا تملك الوقت الكافي لمتابعتها. أن تمنح شركتك كلّ وقتك على حساب دراستك، وتضطرّ في النهاية إلى الانسحاب من الدراسة. لتجنّب مثل هذه النهايات الحزينة، يلجأ الكثير من الطلاب الرياديين إلى وضع جدول زمني محدّد والالتزام به.لست بحاجة إلى خطّة معقّدة، فقائمة مهامّ بسيطة قد تسهم بشكل كبير في مساعدتك على استغلال وقتك بكفاءة. الأفكار التالية قد تساعدك بعض الشيء: خذ بعين الاعتبار فكرة إنهاء واجباتك الدراسية خلال النصف الأول من النهار، والتركيز على قضايا مشروعك الخاص مساءً. ضع أهدافًا محدّدة، وقسّمها إلى مهام صغيرة، فذلك يساعدك على التركيز ويعزّر قدرتك على إدارة الأمور بشكل أفضل. خطّط لجلسات الدراسة مسبقًا، وخصّص استراحات لمدّة 10 دقائق كلّ ساعة، لأن ذلك يساعدك على رفع الإنتاجية. وفي حال عانيت من قلّة الوقت وشعرت بالضغط الشديد، يمكنك أن تعطي لأحد الجانبين وقتًا إضافيًا على حساب الآخر ولكن لفترة محدودة، كأن تركّز على الدراسة أثناء فترة الامتحانات، وتتفرّغ لمشروعك الخاص قبل حفل الإطلاق.
3- اختر الدورات الدراسية المناسبة
حاول أن تجعل مشروعك متوافقًا مع مسارك الدراسي أو بالعكس. على سبيل المثال، قد تكون طالبًا في تخصص البرمجة، وتفكّر في بناء تطبيق للهواتف الذكية. في هذه الحالة ستكون المعرفة التي تكتسبها في الجامعة ذات قيمة كبرى في تطوير شركتك الخاصّة. ولن تقلق بشأن تدني علاماتك أو تراجع أداءك الدراسي، لأنك بهذه الطريقة تصنع جسرًا بين الدراسة والعمل. أو قد يكون الأمر بالعكس، كأن ترغب في بناء مشروع في مجال معيّن لا تعرف عنه الكثير، ولا تمتلك المهارات الكافية لجعله حقيقة على أرض الواقع. هنا يمكنك أن تسجّل في دورات دراسية إضافية في التسويق، ريادة الأعمال، أو غيرها من المجالات ذات العلاقة بمشروعك، التي ستساعدك على النجاح فيه.
4- استفد من مرافق الجامعة في تطوير مشروعك
استغلّ كلّ المصادر المتاحة في جامعتك لتطوير مشروعك ونقله من مجرّد فكرة إلى حقيقة واقعة. تملك كلّ مؤسسة تعليمية عددًا من الخدمات التي تقدّمها مجانًا لطلابها، مثل: الاتصال المجاني بشبكة الإنترنت. خدمات الطباعة والنسخ. الوصول إلى المصادر العلمية في المكتبة. غرف الاجتماعات. هذا بالإضافة إلى فرصة الحصول على الاستشارات من أساتذتك الجامعيين أصحاب الخبرة في المجال. وفي الوقت الذي يستفيد فيه رجال الأعمال من الخصومات المختلفة على البرامج والمنتجات، يمكنك أنت الحصول على عروض أفضل من خلال خصومات الطلبة على مختلف الخدمات والبرامج التي تحتاجها في عملك. يمكنك أيضًا الاستعانة بزملائك ممن يملكون مهارات معيّنة في الكتابةمثلاً أو التسويق. سيكون ذلك أقلّ تكلفة بالتأكيد من توظيف شخص ذو خبرة، وستساعد زميلك على كسب بعض المال الإضافي أيضًا!
5- طوّر مهاراتك القيادية
إن كنت بحاجة إلى تذكير موظفيك بأنك ربّ عملهم، فقد فشلت بالفعل في دورك! أن تكون مديرًا شيء، وأن تكون قياديًا شيء آخر مختلف تمامًا. فالأول يعني أنّك مكلّف بإعطاء الأوامر والتحكّم في الجميع. وهذا النهج في إدارة الشركات سيحدّ كثيرًا من طاقات الفريق وإمكانياته. وعلى العكس من ذلك، يتكفّل القائد بإعطاء التوجيهات، وتكليف الآخرين بالمهام وإظهار الثقة بهم ممّا يسهم في تطوير الفريق. القادة أشخاص أقوياء قادرون على تحفيز موظفيهم. فيمدحون عملهم، ويشجّعونهم ويتواصلون معهم بفعالية. إنهم يبتسمون ويضعون مقاييس للنجاح، كما يوفّرون بيئة آمنة يمكن لأفراد الفريق فيها أن يجرّبوا أمورًا جديدة ويفشلون فيها ويعيدون المحاولة حتى يحقّقوا النجاح. لمعرفة المزيد عن هذه المهارة.
6- التحق بفرص التدريب العملي
تتمثّل أهمية التدريب العملي في أنها المصدر الأساسي للحصول على الخبرة المهنية. من خلالها يمكنك: تعلّم العمل في بيئة مكتبية. التفاعل مع زملاء العمل والموظفين المسؤولين. اكتساب الخبرة في التعامل مع العملاء والزبائن. رؤية كيفية تطبيق مهاراتك الدراسية على المواقف الحقيقية. ليس هذا وحسب، إذ يمنحك التدريب العملي ميزة أخرى إضافية، ألا وهي فرصة التواصل وبناء شبكة علاقات مهنية قويّة. ستقابل خلال هذه الفترة العديد من روّاد الأعمال ذوي الخبرة، والخرّيجين الناجحين والزملاء أصحاب الاهتمامات المماثلة لاهتماماتك. سيكون لديك على الدوام شخص ما تأخذ منه النصيحة عندما تحتاج إليها. حاول أن تلتحق بتدريب عملي في نفس المجال الذي تريد أن تبدأ مشروعك فيه. فهذا سيساعدك على تطوير مهاراتك، ويقدّم لك فكرة عمّا إذا كان البدء بمشروع في هذا المجال يستحقّ العناء حقًا أم لا.
7- احمي نفسك
ستكون دومًا عرضة لخطر أن يسرق أحدهم فكرة مشروعك أو يقاضيك ظُلمًا مُتهمًا إياك بسرقة فكرته. لذا احرص على حماية نفسك من خلال تسجيل شركتك والحصول على حقوق الملكية على جميع علاماتك التجارية أو التصاميم التي قمت بإنشائها. صحيح أنّ تسجيل العلامة التجارية قد يكون مكلفًا بعض الشيء، لكنه مع ذلك سيوفّر عليك الكثير من العناء والمشاكل مستقبلاً.