منذ أن تشرق شمس كل يوم، تخرج من سحر كامل في العقد الثالث من عُمرها، وحماتها منى راشد 50 عام، وشقيقة حماتها «ميرفت» 46 عامًا، للبحث عن رزقهن، ولقمة العيش اللاتي كسرن من أجلها القاعدة، بعدما قررن العمل بمهنتي الـ«إستورجي» و«المنجد»، على الرغم من أن تلك المهن مشهورة بأنها من مهن الرجال، إلا أن الجنس والعُمر لم يمنع الثلاث سيدات من العمل بها، والصمود نحو 4 سنوات لصنع أسمائهن وسط رجال المهنة بمنطقة أبو قير بالإسكندرية.
بتلك الأيادي الناعمة، تقف الثلاث سيدات على صنفرة الدوكو ودق المسامير ورش الأخشاب، وتنجيد المقاعد والمراتب، وتحويل كل ما هو قديم لجديد، بدءً من أثاث منازلهن وحتى منازل الزبائن التي رفضتهن في البداية لكونهن سيدات، قبل أن ينجحن بمهنتهن.
بدأنا بعفش بيتنا واليوتيوب علمنا كل حاجة
كانت البداية من والدة الزوج «منى» التي برعت في حياكة الستائر، ثم دخلت معها شقيقتها «ميرفت» بعد تنجيد أول مقعد، ليقرر الثنائي البدء في تجديد منازلهما: «لما عملوا كدة أقنعتهم نتفرج على فيديوهات على اليوتيوب، وعملنا كدة فعلًا واتعملنا كل حاجة، وقولتلهم طب ما ناخد محل ونشتغل».
فكرة «سحر» لاقت استحسان كلٍ من حماتها وشقيقتها، اللتين قبلتا الأمر وبدأتا في افتتاح محل بجانب المنزل للعمل به منذ 4 سنوات: «وافقوا وفعلًا أخدنا محل جنب البيت بنشتغل فيه وبنعمل كل حاجة، ننجد ونصنفر وندهن دوكو ونرش ونعمل كل حاجة».
جوزي أول من شجعنا رغم خوفه
مهارة السيدات الثلاث لم تكتمل سوى بتشجيع الزوج والابن بنفس الوقت، رغم مخاوفه في البداية من المهنة، وفقًا لما ذكرته «سحر» لـ «هُن»: «بصراحة جوزي كان خايف من فكرة إننا نروح البيوت، خصوصا إن عندي 3 أطفال، لكن اقتنع وأغلب الوقت حماتي واختها اللي بيروحوا، وأنا بشتري البضاعة واشتغل من المحل»
الناس بتلغي الأوردرات عشان إحنا ستات
مواقف صعبة تواجهنها بسبب جنسهن، بعدما يرفض الكثير العمل معهن لكونهم سيدات: «ممكن يتفقوا على أوردر وبعد ما نروح يقفلوا في وشنا عشان إحنا ستات، آه هي مهنة صعبة وبتاعة رجالة بس إحنا بـ 100 راجل».