” لا تخطئ فليس من أصلك، ولا تطلب فليس من حقك ”
كتب – احمد شوقي الدسوقي
من الأحاسيس التي تُبني داخل كل انسان منا منذ الصِغر ويصبح لها القدرة علي التوغل في كل تفاصيل حياته.. احساس أنه لا يصح له ان يطلب ما يحتاجه.
واحساس جلد الذات الناتج عن أنه لا يجوز له الخطأ.
المشكلة تبدأ من الطفولة، فالأطفال من حقها أن تحتاج ومن حقها أن تطلب .. ولو طلبها لا يصح فمن حقها أن يُقال له ” لأ “بشكل يحترمها. ولا يكون الرفض فيه قدر كبير من كيف لك أن تطلب هذا؟ فيضل الطفل يُحرَج من نفسه أنه مُحتاج.
والأطفال حقها تخطيء مادامت ستتعلم وتصلح من أخطاءها، الخطأ جزء من التعلم هكذا بُنيت الحياة.
الرسالة تظُل متكررة عليه وهو صغير بأشكال مختلفة، القليل من الاستهزاء. القليل من أنه لا يصح هذا بشكل سيء. القليل من اسكت. القليل من كفي. القليل من أنت لا يوجد عندك دم القليل من البهدلة عند الخطأ ولا يتلقي طريقة يصلح بيها أخطأه.. يظل يُلام عليها وهو لا يدري
-ماذا فعلت لكل هذا!؟
إلي أن يتربى بداخله الخوف من الخطأ، لا أخطاء، سوف أمنع نفسي من الخطأ.. ولكي يستطيع أن يمنع نفسه من الخطأ سيمنع نفسه من أن يُجرب وسيظل بعيد عن التجربة والتغيير خوفا من أن يُخطيء فيُلام فتفوته الدنيا بما فيها!
عزيزي القارئ تخيل معي نفسية انسان تكبر بمبدأ ليس من حقي أن احتاج، والخطأ ممنوع وهاتان أهم صفات الانسانية انسان معناه ان لديه احتياجات، انسان معناه أني سوف أخطئ وأصوب اخطائي وهذه سنة الحياة.
يكبر بهذا المبدأ وللاسف قد ينقلب عند البعض إلي معتقد يري الدنيا من منظوره مغصوب عليه وليس عنده وعي يُفهمه أن الموضوع لم يكن مقصود به أنه ليس من حقه ان يحتاج أو أن الخطأ نهاية الدنيا فينهار بجلد الذات
رسائل اللاوعى وقت الطفولة تكون القائد الآلي لبلوغك وبوعيك ستكون قادراً علي تغيرها لكنها ستظل تهجم عليك، مرة تفلترها ومرة اخري توجعك و الموقف لا يستاهل، لكنك تراه كبيرا ومؤلم.
وبناءا علي ذلك الناس الذين تربوا علي هذه الأحاسيس يخافون أن يطلبوا احتياجتهم نفسيتهم هشة جدا. نقطة ضعف عندهم فتجد عندهم عزة نفس عالية. لدرجة أنهم يأتون علي أنفسهم في الغالب يصمتون كثيرا ولا يُظهروا وجعهم يفضلون العزلة علي ان يظهر عليهم احتياج. لأن أكبر وجع يمر بهم هو أنهم يضعون نفسهم في موضع احتياج أو يقعوا في خطأ ويمرون بنفس الملف بكل تفاصيله التي أسلفناها في كل المشاعر مختزنة وتتفتح ف أى موقف يلمس هذا الإحساس بداخلهم، ردود فعلهم وتكبيرهم للموضوع جعلهم يتعلأون انهم يصمتون أكثر.
عندما يُخطئون ينهارون أكثر. جلد الذات يقتلهم، وأى كلمات تتمحور حول اخطاءهم تقتلهم. لأنهم بداخلهم احساس بانهم ادوا لانهيار الكوكب.
ولكن في الحقيقة الوعي الداخلي للانسان عنده القدرة علي التعامل مع هذه الأصوات ويقابلها. لكن من المؤكد أنه في كل مرة سيتبقي احساس واحد، وأول ما يُفتح الملف ينقلب إلي طفله الداخلي بكل أوجاعه والآمه و وعيه وادراكه يأخذ وقتا حتي يدرك أنه في الحاضر ويخرج من حالته القديمة وأنه بأمان وأنه كبير كفاية من أجل ان يعى أن احتياجه من حقه وعادي لو زل وسُهي عليه وأخطأ يتعلم منه ويحاول الأ يكرره فليس باخر الدنيا.
ولأجل أن يحقق هذا بداخله ويجعله الإحساس المسيطر والغالب يحتاج أن يكرر هذه التوكيدات داخليا كلما أحس بقرب فتح هذه الملفات من أجل أن يثبت ويعرف يكافح بداخله وأنصحه بالجلوس وحيدا في هذا الوقت لأن غالبا لا أحد يستوعب معركته الداخلية واكيد سيتحسبها دراما زائدة فيظل وحيدا يعيد ترتيب افكاره يركز ف الحاضر ويغلق ملفاته.
كل واحد منا منذ صغره ونعومة اظافره مر بمعركة خلقت عنده نقاط ضعف تجعله حساس ف مواقف ليست مفهومة، من اجل ذلكيجب أن نشعر ببعض
وقت الألم ووقت السكون.
وقت الغضب ووقت الشجون.
ليس وقت المواجهة والكلام ستخسر كثيرا وتهتز صورتك لأنك تظهر طفلك الداخلي امام الجميع صورتك القديمة عن نفسك. وهذا ليس أنت، هذا ابتلاءك الداخلي الذي يفترض أن تديره كي لا يؤثر على شخصيتك الحاضرة التي بنيتها بكامل وعيك واختيارك.
اصمت وثبت نفسك باستحقاقها وبايمانك فيها والغيمة ستمر وكلما مرت برحمة بنفسك من داخلك كلما تعافي طفلك الداخلي القديم وصورتك الذاتية الجديدة ثبتت.
كل ما عليك فعله هو أن تصدق في نفسك، أنك تستحق.